لابد أن اعترف أولا إنني ترددت كثيراً في طرح هذه القضية .
كنت أعرف مسبقاً أننا لسنا مجتمعاً من الملائكة..على الرغم مما يختزنه هذا المجتمع من منظومة القيم الأخلاقية والسلوكية ، غير أن زيارة واحدة للسجن والاستماع بذهول إلى " القضايا الأخلاقية " التي جرت أصحابها إلى هذا المكان كانت كفيلة بأن اخرج بفكرة واحدة ..
هو إننا نعاني من تحولات حادة في القيم، وفي فهم الناس لتلك القيم، التي بات بعضهم " يغتصبها " كلما وجد إن الفرصة مواتية، وان الظروف سائحة..
وكأي مجتمع بشري، فيه الصالح والطالح، والأخيار والأشرار، نجد أنفسنا في مواجهة " معضلات" جديدة تستهدف ما ترسخ من قيم عميقة، وتكسر أسوار المبادئ العالية.. أما الخلل في التربية، أو الاضطراب في النفس، أو اهتزاز في العقل.. وأما للاغتراف من " ثقافات العنف " التي هبت رياحها من فضاءات وجهات عديدة مختلفة ، جاءت إلينا بعد أن تحقق الشعار " أن العالم قرية صغيرة " وأصبح ذلك الشعار واقعياً .
إذن من المهم أن نكشف " معضلاتنا " الاجتماعية ، وما يحدث من تجاوزات ضد الأخلاق ، لنبادر إلى الحفر تحت جدرانها ومعرفة أسبابها الجذرية ..
لأنه إذا عرف السبب.. سهلت طريقة العلاج .؟؟


عفـواً ثـمة مشــكلة ؟!
ليس من الموضوعية أن نبالغ كثيراً في إحاطة أنفسنا بهالة متناسين أننا نعيش اليوم حالة من الانفتاح وبيئة تلتقي فيها العديد من الثقافات والأفكار والسلوكيات وهو ما يكمن أن يقود أحدهم إلى كسر القيم والانفلات من الأخلاق والوقوع في حمأة الخطيئة .



الصيد أسهل

نلفت أن حالات التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال هي حالات نادرة لم تصل إلى الظاهرة التي تصل إلى حد الإزعاج لكنه يعود فيؤكد أنها كحالة إجرامية " موجودة وتنتشر في الأحياء الفقيرة بالذات" وننبه أن فترة القيلولة " من الثانية ظهراً وحتى الخامسة عصراً" هي فترة خطرة جداً إذ تعمد بعض الأسر إلى الطلب من أطفالها الخروج إلى الشارع للعب حتى ينام أفراد الأسرة بعيداً عن الإزعاج .
وفي هذه الفترة الخطيرة يكون هؤلاء الصغار صيداً سهلاً !!

المعتدي بأنه أما أن يكون قريباً من داخل الأسرة أو أحد أصدقاء الأسرة أو أحد القانطين بالحي أو حتى أحد العاملين بالمؤسسات التربوية والتعليمية.

اغتصاب الذكور اكثر
وغالباً ما يتراوح عمر الطفل الذي يتعرض للاغتصاب بين السادسة والتاسعة ويكون الأطفال الذكور أكثر عرضة لهذا النوع لأسباب عديدة أبرزها خروجه "أي الطفل" من المنزل أكثر من الأنثى والاعتقاد بأن اغتصاب الطفل الذكر لا يؤدي إلى فض البكارة .
أما العوامل التي تؤدي إلى اغتصاب الطفل الذكر فتمكن في صغر عمره وضعف بنيته الجسمية وشخصيته المسالمة إضافة إلى عامل الخوف والسكوت عن محاولات التحرش التي تسبق الاعتداء عليه .
والاستغلال الجنسي لجسد الأطفال بأنه اتصال جنسي بين طفل مع بالغ أرضاء لرغبات جنسية عند الأخير باستخدام القوة ..

لكن ماذا عن الأثر المترتب على هذا الاعتداء بالنسبة إلى الطفل المعتدي عليه ؟
بأن انعكاسات سلبية على النمو النفسي والجنسي والاجتماعي والفكري والعاطفي للطفل .
ويجر الطفل إلى الانعزالية والانغلاق أو العدوانية واللامبالاة كما قد يظهر على الطفل ما يعرف بعلامات كرب الشدة أو قلق الأطفال إضافة إلى أن ذلك يحدث تأثراً في مستوى الطفل الأكاديمي أو الاجتماعي نظراً لفقدانه الثقة في نفسه أو في الآخرين . بيد أن الأزمة قد تمر بسلام أحياناً مع بعض المعاناة الوقتية حسب عمر الطفل وكيفية التعامل مع المشكلة ؟

شريعة الأنتقام
أثبتت الدراسات النفسية والميدانية أن الشخص " الشاذ " الذي يقوم بالاعتداء غالباً ما يكون هو نفسه تعرض في طفولته التي تحرش أو اعتداء جنسي وفي الكبر تظهر لديه غريزة الانتقام خاصة أنه ليمكن أن ينسى ما تعرض له فيبدأ هو نفسه بالشذوذ تجاه أطفال يرى فيهم نفسه ويرغب بتفريغ ما لديه من شحنة أو طاقة في هذا الطفل البرئ دون أن يكون قادراً على كبح جماح رغباته .
كذلك يعاني الشخص المعتدي من اضطرابات في الشخصية كالعدوانية ومن الانحراف الجنسي.



ثقافه الطفل
حتى يكون أطفالنا بمنأى عن أي من هذه المحاولات الاعتدائية
لابد من تثقيف الطفل وتوعيته المستمرة بأن يقول " لا" لمن يحاول التحرش به أو اغتصابه وتزويده بعناصر الثقة بنفسه للتحدث بما قد يتعرض له حتى ولو كان المغتصب أو المتحرش من داخل الأسرة أو من الأقارب .
كذلك لابد من إعداد برامج ثقافية واجتماعية تتوخى تنمية شخصية الطفل وحضه على مقاومة الانحرافات الشاذة وإفهامه مخاطرها عليه وعلى أسرته وعلى المجتمع .
يقول الدكتور عبد الله سيف أن الإسلام تميز بشموليته في الطرح لكافة جوانب حياة المسلم (( علينا كمربين أن نعلم أن الأطفال تصلهم معلومات جنسية من زملائهم في المدرسة ومن الشارع وقد يطلعون على مواقع سيئة في الانترنت دع عنك القنوات الفضائية ولذلك فعلينا أن نعلم أن أطفالنا آداب السلوك الجنسي فأقرب العلوم للتربية الجنسية هي التربية الدينية)) .

التعامل المناسب مع الطفل المتحرش

1) عرضه الطفل على الطبيب الجسمي والنفسي .
2) على الأبوين تخفيف وقع المشكلة عليه وتهدئته .
3) منعه من الاتصال بمن اعتدى عليه . وان لم يكن معروفاً فمنعة من الاتصال بالجماعة التي يختلط بها واختيار أصدقاء مستقيمين ومعروفين له .
4) توعيته بمخاطر تكرار هذا العمل .
5) تجنب النظر إليه على انه مجرم بل هو في الواقع ضحية يحتاج إلى مساعدة .
6) مساعدته على إعادة ثقته بنفسه وتقويتها .
7) إتاحة الفرصة له بأن يتكلم بصراحة وحرية واطمئنان .
تشجيعه على نسيان ذلك .
9) إحاطته من قبل أفراد أسرته بكثير من الرعاية والحب والحنان .
10) تجنب تعبيره بذلك ونعته بالجبن أو العار على الأسرة أو غيرها من الكلمات التي تحطمه أكثر فأكثر .
واخيرا

فلا أحسن من الوصايا ، ولا أجمل من النصائح ، خاصة إذا كانت من محبه تميلها الرشد ، ويعضدها البرهان وتقومها التجربة ، وهذا بحثي اجتهدت لكي ينفع الأجيال القادمة . الرسالة التي خطت مجراها في تاريخ الحياة ، وبذل صاحبها جهداً كبيراً في مد شعاعها وجمع الناس حولها وقال الله تعالى ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) واجب على الإنسان النظر إلى سلوك الإنسان والقيم والمعاني السامية وقال تعالى { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } .
فهل عرفت أن النفس المختلة تثير الفوضى في أحكام النظم ، وتستطيع النفاذ منه إلى أغراضها الدنيئة أمثال هذه السيئة ... هذه هي المعاني السيئة التي يجب أن لا تتوفر في الإسلام في علاجه للنفس ابتغاء إصلاحها ينظر إليها من ناحيتين : الإنسان بين الخير والشر . .

وأخيراً00 نسأل الله العلي القدير بأسماء الحسنى وصفاته العلى أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجه الكريم وأن ينفع به الإسلام والمسلمين وأن يجعلها من العمل النافع الباقي بعد الموت .وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين00




مماتصفحت

يسلمووووووووووووووووووو

شكرا

مشكووووور على الموضوع

فعلا موضوعــ راائعــ

شكرا على الموضوعــ

تقبليــ مروريــ

تحياتي

شكرا لك وبارك الله فيك

شكرااااا على الموضوع الرائع

يسلمممووووو

الله يعطيك العافية .....

موضوع أكثر من رائع .........