<img src="http://www.elkhabar.com/ar/thumbnail.php?file=1_856572120.jpg&amp;size=article_large" alt="" border="0"><br><br><br>ها هو ذا شهر ربيع الأوّل قد أطَلَّ، وأقْبَلَ على العالم الإسلامي، وها <br>هم أولاء المسلمون شعوبًا وحكومات يتهيَّأون لاستقبال ذكرى مولد سيّدنا <br>رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وها هي المساجد تتزيّن بحلق الذِّكر أو <br>دراسة السِّيرة النّبويّة العطرة أو سماع شمائله الشّريفة عليه الصّلاة <br>والسّلام أو توزيع الجوائز على حفظة كتاب الله تعالى.<br> قد يتساءل <br>المرء.. ما موقع ذلك كلّه من سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ هل <br>يزيدنا هذا قُربًا إليه؟ أم هل يزيدنا هذا قُربًا إلى الله سبحانه وتعالى؟<br>لقد<br> وضع سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين أيدينا قائمة من الوصايا <br>والأوامر والنّواهي، وأكّد لنا أنّنا إذا اتّبعنا هذه الوصايا ائتمرنا بما <br>طَلَبَ، وانتهينا عمّا حَذَّرَ، وأكّد لنا أنّ الله سبحانه وتعالى لَن <br>يتخلَّى عن هذه الأمّة لا في شيء من مصالحها الدنيوية، ولا في شيء ممّا <br>وعدها به في سعادتها الأخروية، فلمّا رَحَلَ الرّسول الكريم صلّى الله عليه<br> وسلّم وانتقل إلى الرّفيق الأعلى سبحانه وتعالى، وخَلَفَ مِن بعد ذلك <br>الرّعيل الأوّل ثمّ الثاني ثمّ الثالث ثمّ الرّابع، خَلَفَ مِن بَعدِهم <br>خَلْفٌ أضاعوا الصّلاة واتّبعوا الشّهوات، قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ <br>بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ<br> يَلْقَوْنَ غَيًّا × إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا <br>فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} مريم: <br>60-59. وقال عليه الصّلاة والسّلام ''ألا لَيُذَادَنَّ رجال عن حوضي كما <br>يُذَادُ البعير الضال'' أي ليطردن رجال عن حوضي. ''فأقول اللّهمّ اللّهمّ <br>فيقال: إنّك لا تدري كَم بدَّلُوا مِن بعدك فأقول فسحقًا فسحقًا فسحقًا''.<br>إنّ<br> الاحتفال بذِكرى المولد النّبويّ الشّريف تعبير عن الفرح والسّرور بمولد <br>المُصطفى صلّى الله عليه وسلّم، وأنّه بِدعَة لم تكُن في عهده صلّى الله <br>عليه وسلّم، ولكنَّها حَسَنَةٌ، لانشغال أمّة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم<br> بدراسة سيرته العطرة، والاستفادة من هديه والاقتداء بسُنّته صلّى الله <br>عليه وسلّم.<br>والاحتفال بالمولد النّبويّ الشّريف ليست له كيفية مخصوصة <br>لا بُدّ من الالتزام أو إلزام النّاس بها، بل إنّ كلّ ما يدعو إلى الخير <br>ويجمَع النّاس على الهدي النّبويّ ويُرشدهم إلى ما فيه منفعتهم في دينهم <br>ودُنياهم يحصل به تحقيق المقصود من المولد النّبويّ.<br>ونود أن نوضّح أنّ <br>سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يُعظِّم يوم مولده، ويشكُر الله<br> تعالى فيه على نِعْمَتِه الكبرى عليه، وتفضُّله عليه بالجُود لهذا الوجود،<br> إذ سَعِد به كلّ موجود، وكان يعبِّر عن ذلك التّعظيم بالصيام كما جاء في <br>الحديث عن أبي قتادة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سُئل عن صيام يوم<br> الاثنين؟ فقال ''فيه وُلدتُ وفيه أُنزل عليَّ'' رواه الإمام مسلم في <br>الصحيح في كتاب الصيام.<br>كما ينبغي علينا أن نوضِّح أنّ المولد النّبويّ <br>يشتمل على ذِكرى مولده الشّريف ومعجزاته وسيرته والتّعريف به، وهو ما <br>يُحتِّم علينا معرفته ومطالبين بالاقتداء به والتّأسِّي بأعماله والإيمان <br>بمعجزاته والتّصديق بآياته، وتذكير النّاس بذلك طيلة أيّام السنة وليس فقط <br>ليلة المولد النّبويّ وشهر ربيع الأوّل.<br>يقول شيخ الإسلام ابن تيمية <br>رحمه الله في المولد: قد يُثَاب بعض النّاس على فعل المولد، وكذلك ما يحدثه<br> بعض النّاس إمّا مضاهاة للنّصارى في ميلاد عيسى عليه السّلام وإمّا محبَّة<br> للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وتعظيمًا له، والله قد يُثِيبهم على هذه <br>المحبّة والاجتهاد لا على البدع.<br><br>