صخب أصوات حولي حتى الصمت لغة في ذاتها تعبرني وتسقيني اشتياقاً يغمر فؤادي
وكياني استنشقه في أكسجيني وأخرجه زفير بعد أن قطع نياط قلبي فأنا من أتقوقع في قوقعة شجوني
وأتعذب في صومعة آلامي وأحزاني وأتلهف إلى رؤية وجه أمي
كم أنكسر قلبي ولم أعد أراه يتكسر بعد الآن فكل جزء فيه مكسور ولا ينجبر
يا ترى يا أمي كيف هي عيناك التي بكت رحمت بي وقلت حيلة بمصابي
يا أمي إني اقرب الناس منك وفي نفس اللحظة أبعدهم إليك هي فجوة وادي سحيق كم هذا مؤلم أن تشعر بوجود من تحب
ولا تستطيع أن تراها
هذا أنا انحت الألم بسكين الحرمان لأزين قطعت خزف على شكل عين مثقوبة
أنا الضرير الذي استمسك بالظلمة الحالكة وكانت ردائي وغطائي في حياتي
فلقد حيك ذاك الرداء من دماء وخلاصة الليلك لأرتديه في حفلة زفافي إلى الحياة تلك الحفلة الأزلية
عزفت فيها موسيقى ألحان الوحدة الخانقة فكل من حولي أعمى إلا أنا المبصر الوحيد فهم تعودوا الأبصار ففقدوا معناه الحقيقي وأنا من فقدته وامتلكت أسما معانيه وأجدني في ذاتي وحيد لذلك
كم اعتدت تعليب أصوات من حولي في معلبات تساؤلاتي هل هم في سعادة ؟؟ في غمرة ؟؟؟
وأنا في كهفي حيران وتارة تجدني في ظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه من موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يعد يراها
امسك بأعمدة القفص وأهزه لأستمتع بموسيقى صوت قفصي فالقفص هنا آمالي وآلامي وأحلامي
التي تغذت عليها الأيام
نعم لن أستطيع أن أرى شيء لن أرى السماء و لا الشمس ولا الطير الجميل ولن أرى أحبائي فأنا سأتخيلهم بمخيلتي ولن أرى أبنائي يا حسرتي طفلي أو طفلتي سأكتفي بتقبيلهم واستشعر جمالهم بيدي وأتلذذ بصوتهم بؤذني فهذا ما تبقى لدي بعد ذلك فأنا لن أراهم أبدا
زهور المرج تهمس لي وأمواج البحر تحاكيني وجبال الأرض تبكي حزن لألمي العميق فلقد توغل في أعماقها السحيقة فلقد بات ذاك الألم معروف عندها
تلك سطور نقشت بحجارتي البالية فأنا الضرير