احلام السندريلا عضو قادم بقوة
الْمَشِارَكِات: : 20 الْنِّقَاط : 40 السٌّمعَة : 0
| موضوع: كرامة الإنسان في الإسلام السبت سبتمبر 18, 2010 11:00 am | |
| لاشك أن الخطوة الأولى في طريق صياغه الإنسان وتنشئته والارتقاء به هى جعله يشعر بكرامته وقيمته وقدرنفسه . فالإسلام بيّن أن الانسان خليفة الله على الأرض و مفهوم الاستخلاف يوضح استقلال الانسان وحريته في التصرّف على الأرض, وهو ما يعطينا صورةعن إمكانيات الإنسان الهائلة وتمكنه من معرفة جميع الموجودات.فتعليم الأسماء والاستقلاليه والتسخير تعطينا صورة عن حجم التكريم الذى كرمه الله للإنسان .. الإسلام يؤكد أن الله قريب جداً للإنسان(ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) فهذا التأكيد يرفع كثيراً من معنوياته واحساسه بالسمو والرقى ويرتفع به عن نزعات الخوف والهلع والحزن ويبعده عن المعاصى والرذائل ما استطاع .كفى بالإنسان شعورا بالكرامة أن تكون الأمانة التي عجز الكون كله عن حملها تمكن الإنسان من حملهاإنّا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً)وأيا ما كان تفسير الأمانة ديناً أو معرفةً أو ولايةً أو شرفَ مسؤولية ,فاختصاصُ الإنسان بحملها تكريمٌ له وإشادةٌ بمقامه. ولعلنا ننتبه إلى أن الإسلام يعتمد في تشريعاته وأحكامه على قاعدة تكريم الإنسان, ويعتبر هذا المبدأ مقصدا رئيسياً من مقاصد الشريعة, فحياة الإنسان في ذاتها محل احترام وصون شديدين, وقد اعتبر الإسلام من أحيا نفسا إنسانية كأنما أحيا الناس جميعاً ,ومن قتلها متعمداً كأنه قتل الناس جميعاً وجزاؤه جهنم,ومن مظاهر تكريم الانسان و تنزيه مقامه أن الإسلام أوجب وفرض عليه أن لا يعبد أحدا إلا الله ..فلا مجال لعبادة صنم أو بشر أو جاه أو مال,وأن ما يقوله ويتفوه به الإنسان من مجرد نطق وكلام هو محل تكريم وبذلك وجب عليه أن يصون لسانه ويحفظه (وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون) فالاهتمام بتسجيل كلمات الإنسان، معناه الاهتمام بأمره والاعتراف بتكريمه.ولعلنا نستقي من معنى الكرامة الإنسانية التي أوجبها الإسلام للإنسان معنى على درجة كبيرة من الأهمية ,وهو [COLOR="DarkSlateGray"]حركة الأحداث على الأرض ,فالإسلام في رؤيته الجماعية لعموم المجتمع الإنساني يعتبر أن الإنسان هو(البطل الوحيد على مسرح التاريخ ) يكوّنه ويطوّره ويحركه..فيتطور و يتحرّك ويتفاعل, فعمل الإنسان هو صانع هذه الأحداث كلّها ليس إلا... فهل فوق هذا المقام تكريم ؟ فى جانب آخر من الأهمية بمكان من جوانب الانسان, نجد الاعتبار والتكريم وهو الجانب الاقتصادي والعملي ذلك أن الإسلام يعتبر أن عمل الإنسان ذو قيمة مقدسة ويحرم اغتصابه والتعدي عليه ويعتبر المانع للأجير أجرته من الآثمين وأنه لا يشم رائحة الجنة..ونرى أيضا منع الربا الذي هو في جوهره استغلال و ابتزاز من الإنسان للإنسان, وهو انحطاط في مفهوم التعاون و الإخاء بما يلوث كرامة الإنسان المتراحم المحب الحنون على من حوله,أيضا نهى الإسلام عن كل ما يحط من كرامة ومروءة الإنسان في الطعام والشراب تطهيرا له من الدنس و الخبائث, كما اهتم الإسلام بأمر النظافة وجعلها من الإيمان,وتمثل ذلك في ربط العبادة لله والتي هي أجل صور التكريم بالطهارة.n]COLOR]وأما في مجال الرأي والعقيدة التي هي نتاج تفكير الإنسان ومعرفته فقد وضّح الإسلام أن العقيدة التي لا ترتكز على مبادئ التفكيرلا اعتبار لها(لا إكراه في الدين) فلا كرامة لمكره و مقهور وهو ما يرفضه الإسلام رفضا قاطعا لأي من بنى الانسان. أما الجانب المجتمعي فمدلولات التكريم واضح فيضع حرية الفرد في خط مواز لحرية الآخرين ويتصور مصالح الفرد متوافقة مع مصالح المجتمع, فلا مجال لإذابة الفرد في المجتمع كما رأينا في بعض النماذج المسحوقه في الأنظمه الشيوعية..ولا مجال لاستغلال الفرد للمجتمع و إثرائه وتنعمّه على حساب المجموع العام من الناس.كلمة أخيرة في هذا المقام وهو أن البعض يخالف الاتجاه العام الشديد الوضوح في الإسلام لإقرار مفهوم الكرامة الإنسانية وتكريم الانسان على الأرض, ويستشهد بآيات تنص أن أصل الإنسان هو التراب وأنه إلى التراب عائد و أنه خلق من نطفة , وكل ذلك صحيح يقينا واعتقادا , لكننا نفهمه على أنه ذكرٌ للحقيقة على وجهها التكويني كما كانت بالأساس ,وأيضا نفهمه على أنه مانعٌ ومناعة للإنسان من الانجراف في تيار الغرور والانحراف ,فيحيد عما أراده الله له من إرادة خلقه خاصة في حالات الانتصار والنجاح والمجد, فعليه أن يعي دائما ويتذكرأن ما فيه من قوة إنما مردّه إلى خالقه الذي خلقه بيده ونفخ فيه من روحه. والحمد لله رب العالمين |
|