السلام عليكم ورحمةالله وبركاته


باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أبدأ مستعينة بالله تعالى سائلته التوفيق والسداد :-


هناك قاعدة جليلة تقول: [لازم القول قول ،لازم القول ليس بقول ] تلك القاعدة العلمية الأصولية لها الكثير من الأثر فى حياتنا اليومية ونحن فى أشد الحاجة إلى معرفة معناها لاستصحابه عندماتستدعينا الحاجة للعمل بمقتضاها ولا يقولن أحد : وما لنا والقواعد الأصولية في حياتنا؟ لن يقول تلك المقولة عندما يعرف ما المقصود بها وكيف يطبقها


-نباشر بضرب الأمثلة التي يتضح بها الأمر- إن شاء الله تعالى-:


*دخل رجل البيت وقال إنى جائع جدا) فقام أهله بإحضارالطعام فاستنكر الرجل ما فعله أهله وقال لم أطلب إحضارالطعام ،إنى صائم) ‘فقيل له:ألم تطلب؟ ألم تقل إنك جائع جدا؟) كأنهم فهموا أن لازم قوله) إنه جائع )[وهو ما قاله بلسانه فعلا ] لازمه( طلب إحضار الطعام) [قول استلزمه القول الأول] غير منطوق، إلا أنه نفى ما فهمه أهله بقوله إنى صائم )،أى أنه وباصطلاح العلماء لم يلتزم بلازم قوله، فكان نافيا للتلازم،فنتج عن عدم إلتزامه[ أن لازم القول ليس بقول له]


ونزيد المسالة إيضاحا :-قال الرجل أنا جائع جدا) قاله بلسانه فلزم من قوله [قول آخر له لم يقله بلسانه إلا أنه مفهوم من قوله؛ لأته لازم له ألا وهو[أحضرواطعاما] فيكون حاصل الأمر[ أنا جائع جدا أحضروا طعاماوهنا للرجل أن يأكل فيكون موافقا لما فُُهم من قوله أناجائع ،وبمعنى آخر إلتزم بمفهوم قوله فكأنه أصبح كالقول له ،وإن لم يقله بلسانه هنا نقول [لازم القول قول ] وللرجل ألا يأكل فيكون غير موافق لما فُهم من قوله أنا جائع)،وبمعنى آخر لم يلتزم بمفهوم قوله فلا نستطيع اعتبار ما فهمناه قولاله ،هنا نقول [لازم القول ليس بقول]


أرجو أن أكون وُفقت فى إضاح ما المقصود بتلك القاعدة.

**مثال آخر----دخل رجل إلى بيته ،ووجد الأولاد يلعبون ويتصاخبون، فلما دخل قال لهم أنا مرهق وتعب) وبعد فترة انتبه لسكون الأولاد، وتوقفهم عن اللعب والصخب، هناقد يحدث أحد أمرين :-1-يسعد بفعلهم لأنهم فهموا من قوله: [أنا مرهق وتعب ]قولا آخرلزم من قوله آلا وهو[ اصمتوا] فكأنه قال:[أنا مرهق وتعب فلا تصخبوا]، فصمتواوسعد هو بفعلهم وأقرهم على فهمهم و التزم بالازم المفهوم من قوله


هنا نقول:[لازم القول قول]


-2-أو يستنكر فعلهم ويستغربه نافيا التلازم بين قوله :[أنا مرهق وتعب] وبين لازمه المفهوم :[لا تصخبوا] فلم يقرّهم على فهمهم؛ فلا نستطيع اعتبار لازم قوله قولاله وهنا نقول: [لازم القول ليس بقول]


***وتلك القاعدة الجليلة لا تختص بالأقوال دون الأفعال، بل ينسحب تطبيقها على الأفعال أيضا، وتجد فى كتب أهل العلم الكثير من التطبيقات من القول بالازم أو نفى التلازم ولنورد بعض الأمثلة الشرعية استئناسا:


-1-لما جاء بعض أفراد من قبيلة مضر يلبسون الأثمال وما لا يكاد يستر عوراتهم-إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وقف الرسول الكريم خطيبا قائلا تصدق رجل من تمره من صاع بره-------)ولما لم يفهم الصحابة لازم قوله وهو الأمر بالصدقة على هؤلاءالقوم- الذي ينطق ظاهرهم بالعوز وشدة الفاقة -غضب حتى فهم أحد الصحابة وأحضر صدقته هنا تهلل وجه النبى الكريم-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وفهم باقي الصحابة لازم قوله ،فقاموا يتبارون بتقديم الصدقات.


-الشاهد:- فى الحد يث تجد أن الرسول توقع منهم العمل بالازم من قوله وفرح بفهم الصحابى ---فكأن لازم قوله عن الصدقة الأمر بها،خاصة مع وجود قرينة تؤكد على هذا اللازم ألا وهي هيئة القوم.


2-لما صلى عمرو بن العاص متيمما بأصحابه المتوضئين مع وجود الماء ---الحديث لما سأل رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عمرًا لِمَ فعل ذلك؟ قال : عمرو قال: الله تعالى :[...ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما]سورة النساء، فكأنّ عمروفهم: أن لازم قول الله تعالى( ترك كل فعل يسبب قتل النفس ) وسكت النبى الكريم ففهم الصحابة والعلماء أن لازم سكوت النبى على فعل عمرو إقرارٌ له على فعله ، واستد لوا به في كتب الفقه على جواز التيمم مع وجود الماء لمن خاف الضرر من استعمال الماء.


-3-ولما خان حاطب بن أبى بلتعة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وأرسل لكفار مكة خطابا يخبرهم فيه عن قدوم الرسول- صلى الله عليه وسلم- لفتح مكة ------الحديث أحضره النبى الكريم- صلى الله عليه وسلم- وقال:[ له يا حاطب ما حملك على فعل ما فعلت ؟] يريد النبى التحقق من لازم إفشائه سره للكفار واللازم هنا : موالاته لهم التي قد تخرجه عن الملة---انظروا فعل النبى الكريم - صلى الله عليه وسلم- يضع لنا منهجًا في التثبت والتحر ي قبل العمل باللازم مع شدة وضوح مخالفة الفعل للشرع ،(يا حاطب ماحملك على فعل ما فعلت ؟)هنا تأتى المفاجئة وينفى حاطب التلازم قائلا:[ والله يا رسو ل الله ما فعلته حبا لهم أوردة عن دينى ولكنى أعلم أن الله ناصرك عليهم؛ إلا أني أردت أن تكون لى يد عندهم ليحفظوا أهلى-الذين بين ظهرانيهم- إن علموا بقرب قدومك لفتح بلدهم وليس لى مثل الصحابة أهل في مكة يحفظون أهلى لأنى غريب] فلم يلتزم حاطب الظاهر من لازم فعله وهو موالاة الكفار [[فأصبح لازم القول ليس بقول]] ،إن شئتَ قلتَ [[لازم الفعل ...]]وقبِل منه الرسول.

–وها هنا فائدة جليلة يقول بها السلف:[ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه]فلابد من إقامة الحجة واستيفاء التلازم من الفاعل.

والأمثلة على تلك القاعدة أكثر من أن تحصى


***فائدة هامة جدا [لابد لنا من ملاحظة --هل القول أو الفعل حقا يستلزم ما فهمناه من قائله أو فاعله لابد من الرجوع للقائل أو الفاعل قبل أن نلزمه بالظاهر فإن إلتزمه فلنا: أن نقول :[لازم القول قول ]--وإن لم يلتزمه ونفى التلازم فلنا: أن نقول:[ لازم القول ليس بقول ]

كل ما سبق فى الحديث عن المستمع أوالمشاهد لقول أو لفعل من شخص آخر، السؤال هو هل على من يلتزم بلازم قوله أو فعله --أو من ينفى التلازم شيء يلزمه الشارع به ؟؟

وختاماأسال الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا إنه بكل جميل كفيل وهو مولانا ونعم الوكيل.

شكرااااااااا

جزاك الله خيرا

شكرا على الموضوع

تحياتي

شكرااااا على الموضوع الرائع

يسلمممووووو

موضوع في قمه الروعه
ثانكس يا غاالي
بنتضار ابداعتك

الله يعطيك العافية .....

موضوع أكثر من رائع .........

شكرااا