أحكام الأمراض المعدية
اسم المحاضر: معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري ، حفظه الله
عنوان المحاضرة: أحكام فقهية تتعلق بالأوبئة .
تاريخ المحاضرة : 24/11/1430هـ
مكانها: جامع عثمان بن عفان بحي الوادي بالرياض
ضمن فعاليات : الأيام العلمية – اليوم الحادي عشر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أما بعد ،،
فإن من فضل الله عز وجل على الخلق أجمعين إرسال محمد صلى الله عليه وسلم وإنزال هذا الكتاب العظيم _ القرآن الكريم _ الذي اشتمل على أحكام تصلح أحوال البشر ، سواءً كانوا مسلمين أو غير مسلمين ، ولذلك قال تعالى " وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين " ، وهذا الدين فيه أحكام تحتوى على المصلحة العليا للناس أجمعين ، فمن أخذ بأحكام هذا الدين سعد بما أخذ به , وصلحت أحواله واستقامت أموره ، ثم هذا الدين دين كامل شامل ، ما من حاجة من حاجات الناس إلا وفي كتاب الله حكم صريح واضح تجاهها ، كما قال سبحانه ، "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" ، ومما جاءت به الشريعة بيان أحكام الأمراض وكيف يُتعامل معها بهدي هو أكمل الهدي وأفضله ،
وقبل أن ندخل فيما يتعلق بأحكام الأوبئة ، نبين أن ما يصيب الناس إنما يصيبهم بقضاء سابق وأمر مقدر وأنه ليس للعبد مناص عنه ، وما يصيب الناس من مصائب هو بسبب أعمالهم وذنوبهم ، كما قال تعالى " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " ولا يعني هذا نقصان درجة العبد الذي يصاب بالمصائب ، بل قد يكون ذلك من أسباب الخير له والسعادة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم " أشد الناس بلاءاً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" وضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل بما يصيب الناس (المؤمنين) ضرب مثلهم بمثل الزرع تأتيه الريح فتفيؤه يمنة ويسرة فهذا مثل المصائب التي تأتي العبد المؤمن وأما الكافر فشبهه بشجرة الأرز _ الشجرة العظيمة التي تجدونها في علم بعض الدول_ هذه لا تحركها إلا الرياح الشديدة لكنها إذا انجعفت، انجعفت مرة واحدة.