على أطلال موعدنا الغراميّ ,,,

أشهد بكيانك العاطفة الملساء
وبنمير جبينك الكرم والعطاء
وبحسن بنانك الدفء والفناء
وبحرارة ابتسامتك المحبة الهوجاء
وببريق عينيك الأمل والرجاء
وبأعذب كلامك الغبطة والهناء

فلعل ناراً شعواء بين طيات الأحشاء
يتقطر لها قلبي ذؤابات ..
ويعترف بأنه قلب بحوزة ابنة حواء ,,,

<blockquote><blockquote>
كنت على موعد غرامي مع الأمل ,
حيث تورّطت بالتفكير طويلاً بشأن ما ينبغي لي أن أرتديه من حسن هندام ,
وما أتزيّن به من حليّ وجواهر ..
لألا تقع عين الوعيد على امرأةٍ سواي ,,
ولأتملكه بسحنته وفؤاده ,,
ولأجعل اسمي ناقوساً في معبده , ونفسي وشماً في نفسه !

انتهى بي الأمر أن ارتديت زيّاً أسوداً وقد اصطفيته من أحسن ثيابي ..
لم أرتده سوى في يوم تكفين "السيد ألم" رحمه الله .. رغم حبوري الشديد لفراقه حياتي
وغبطتي من بعده ..

ألقيت نظرةً خاطفةً على ساعتي الكريستالية والتي اقتنيتها خصّيصاً من أجل هذا الموعد ..
ولم يكن حينها المزيد من الوقت المتبقي حتى آن الموعد ..
فبات قلبي يخفق كما لم اعتد عليه ذلك ,,
وتتوثّب نار قلبي كما تتوثب النيران في ميادين القتال ..
وأناملي ترتعد شغفاً بالأمر أو هيبةً منه ..

وصلت الترعة التي سيحلو بها اللقاء ..
عرجت نحو مقصف الشراب
ورحت أقلّب ناظري بين الجمهور ذاهلةَ النظر
كأنما أضعت دميتي الرثّة بين تلك الأشباح المتراقصة ..

مرت برهة من الوقت , وأقبلت الخيبة تخيّم فوقي
فلم أجد دميتي ,,

أقصد .. عشيقي , الأمل .

إلا وأن جاءني أحدهم مباغتةً , يربّت بيده على كتفي ,
ذهلتُ .. وجفّت مدامع عينيّ الخالية من الدمع ..
والتفت بجمودٍ وذعر نحوه ,,
فإذا بتلك البسمة الساحرة تشتعل في محيّاه وتشعل بلهيبها ناراً همدت في قلبي قبل قليل ..
صرخت بولع من البهجة والسرور , وقبضت يديه بقوة أنعم علي الله بها في ذلك الحين ..
أخذ يقترب مني بخطاه المتكاسلة , ويضع يده اليمنى على كتفي , وعنقه يمتد نحوي ,,
وبيده الأخرى يزيل نظاراته السوداء , فتنقبض عيناي من سحر عينيه وجمال نظراته ..
ولا أزال شاخصةَ باسمة . وقد فقدت كل قدرة على الكلام وكل منطق في الهجاء , كأنني لم أعرف للحديث معنى من قبل , وباتت البسمات البريئة الخالصة هي لغتي الوحيدة التي أجيد ممارستها والتعبير بها عما يختلج بجوفي من أحاسيس مخلصة صادقة ..

هنيهةٌ وبعد ,
فقد استأذن مني للحظة يذهب بها ليحضر الشراب وبعد ذلك لنتبختر على شاطئ الترعة الذي دعي بشاطئ الأمل أيضاً ,
ما إن ابتعد عني قليلاً , فاضطربت أطرافي وثلج قلبي واصفرت ملامحي .. ورجوت لو أننا جمود فلا حاجة ليتركني هنيهة من اجل الشراب ..
عاد سريعاً ,,
وبوهج نوره السَريّ من بعيد فارقني الشحوب وعاودني الدفء , وامتزجت بملامحي تلك البسمة الأسطورية المتقنة , كأنني ميتةٌ فبعثت للحياة من جديد ..

أمسك بيدي .. وأخذني حافية القدمين مثله نتبختر على شاطئ الأمل .. نتراكض تحت أسطول النجوم المتألقة في السماء تارةً , وأخرى نترقّب حركة القمر القاني , كأنه القنديل المعلق في رأس المعبد , لا يفرّق بينه وبين كبد السماء محالٌ..

مضى بنا الوقت والقدر حائرٌ , فهل يفرّقنا في تلك الساعة فقد اشتدت حلكة الليل
أو يبقينا أنيسين بحبّنا وهوسنا المتناغمين ..
اجتلى الصمت بالأجواء , فلم يسمع بعدها سوى رنين أجراس الكنائس لإعلان منتصف الليل ..
ارتعد جسدي رعدة طفيفةً وثقلت أنظاري خشيةَ ساعة الفراق ..
فاقترب مني أمل ودعاني لأسند رأسي على صدره القطنيّ الحارّ ..
ويداه تداعب شعري المنسدل المتطاير مع نسيم الريح البحريّ الرطب ..
يضمني بقوّته إلى صدره ويهمس بأذني بصوته العذب : أنا أمل , وأعدك بمرافقتك على طول دربك يا ابنة البشر , يا ابنة حواء , يا رفيقة الرفق , وصاحبة المحبة ..
حبيبتي , لن أكون معك بجسدي , إنما سأكون معك بروحي .. وسأنبعث إلى أرض الغير من البؤساء والأشقياء لأنفث بهم رحيقاً من روحي ,, فبذلك أكون قد حققت واجبي ..
فلا تحزني على فراق جسدي البالي .. إنما اغتبطي لمصاحبتك روحي أينما بِتِّ ..

اغرورقت مدامعي , واشتد خفقان قلبي , فحدثني بالهدوء .. كأنه يدرك كل الإدراك حول ما أشعر به ..
وصار يتسامى شيئاً فشيئاً حتى تلاشت بعض ملامحه ولا أجيد رؤية شيءٍ سوى بسمته الساحرة ترتسم في وجهه الأبيض الناصع تمدّني بالأمل الذريع ..

تشتد قبضته على يدي , ويخاطبني :
ربّما أراكِ يوماً ما وربّما لا , لكن تذكري أنني أنانيٌّ لا أقبل لفؤادك أن يمتلئ بشيء سواي ..!

وبطبيعتي أحب بإخلاصٍ وصدق فلم أخن العهد
ولم يملأ فؤادي سوى الأمل منذ ذلك الحين..! </blockquote></blockquote>

كلام في غايه الروعه

شكرا

شكرا

الله يعطيك العافية .....

موضوع أكثر من رائع .........

مشكووووووووووور
بارك الله فيك